ج ٤، ص : ٤٠٣

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)

سورة المجادلة
قوله تعالى :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها)، الآية/ ١.
وهي مفتتحة بذكر الظهار، وكان طلاقا جاهليا، فجعله الشرع على حكم آخر.
وروى أصحاب الأخبار : جاءت خولة بنت ثعلبة إلى النبي وزوجها أوس بن الصامت فقالت :
إن زوجها جعلها عليه كظهر أمه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام :
ما أراك إلا حرمت عليه، وهو حينئذ يغسل رأسه فقالت : أنظر جعلني اللّه فداك يا رسول اللّه، فقال : ما أراك إلا حرمت عليه، فكرر ذلك مرارا، فأنزل اللّه تعالى :
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) «١».
وقوله عليه الصلاة والسلام :«حرمت عليه»، ظاهره يعني به تحريم الطلاق، وإلا فحكم الظهار بينه اللّه تعالى من بعد، وهذا يحتج به من يجوز
__
(١) أخرجه الحافظ ابن كثير في تفسيره، والواحدي النيسابوري في أسباب النزول، والسيوطي في الدر المنثور ج ٦.


الصفحة التالية
Icon