مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٢
«سورة مريم عليها السلام» (١٩)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي» أي بنى العمّ من ورائي، أي قدامى وبين يدى وأمامى، قال :
أ ترجو بنى مروان سمعى وطاعتى وقومى تميم والفلاة ورائيا
(٣٨٧) قال الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبى لهب :
مهلا بنى عمّنا مهلا موالينا لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا
(١٤٩) «وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً» (٥) أي لا تلد، وكذلك لفظ المذكّر مثل الأنثى، قال عامر بن الطّفيل :
لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذرى لدى كل محضر
(١١٤) «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا» (٥) أي من عندك ولدا ووارثا وعضدا رضيّا يرثنى يرفعه قوم على الصفة، مجازه : هب لى وليا وارثا، يقولون :
ائتنى بدابة أركبها، رفع لأن معناها : ائتنى بدابة تصلح لى أن أركبها ولم يرد الشرط ومن جزمه فعلى مجاز الشريطة والمجازاة كقولك : فإنك إن وهبته لى ورثنى.
«يا زَكَرِيَّا» (٧) مجازه مجاز المختصر كأنك قلت :«فقلنا يا زكريا» وفيه ثلاث لغات : زكريّاء ممدود، وزكريّا ساكن، وزكرىّ تقديره بختىّ «١».
«مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا» «٢» (٨) كل مبالغ من كبر أو كفر أو فساد فقد عتا يعتو عتيّا.
«هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ» (٩) أي أهون.
«وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا» (١٣) أي رحمة «٣» من عندنا، قال امرؤ القيس ابن حجر الكندىّ :
و يمنحها بنو شمجى بن جرم معيزهم حنانك ذا الحنان
«٤» [٤٩٦]
__
(١).. ٢- ٣ «زكريا.. بختي» : كذا فى الأصول، وقال فى اللسان : وقرأ أبو بكر عن عاصم «زكريا» ممدودا ومهموزا أيضا وقرأ حمزة والكسائي وحفص «وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا» مقصورا فى القرآن وابن سيده : وفى «زكريا» أربع لغات زكرى مثل عربى بتخفيف الياء، قال وهذا مرفوض عند سيبويه و«زكريا» مقصور و«زكريا» ممدود... إلخ. (زكر).
و«البختي» جمعه البخت بضم الياء وهى الإبل الخرسانية وانظر اللسان (بخت).
(٢).. ٤- ٥ «كل... عتيا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٦/ ٣٣٧. [.....]
(٣). «و العرب... رحمتك» الذي ورد فى الفروق : رواه القرطبي (١١/ ٨٧) عن أبى عبيدة.
(٤).. ٤٩٦ : فى ديوانه من الستة ص ١٦١ وفى الطبري ١٦/ ٣٨ والقرطبي ١١/ ٨٧ والتاج (حنن).


الصفحة التالية
Icon