مجاز القرآن، ج ١، ص : ٣٠٧
عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن سمرة، «١» وكان أعور، فقال له حميد الأرقط :
يا أعور العين فديت العورا لا تحسبنّ الخندق المحفورا «٢»
يردّ عنك القدر المقدورا
و ذلك أنه لمّا انهزم ابن الأشعث من الزاوية «٣» قام هو بأمر أهل البصرة فناصب الحجاج، ثم لما هرب يزيد بن المهلّب «٤» من سجن عمر بن عبد العزيز حفره عدىّ بن أرطاة «٥» عامل البصرة، لئلا يدخل يزيد البصرة ثم حفره المنصور وجعل عليه حائطا مما يلى الباب فحصنه أشدّ من تحصين الأولين للحائط ولم يكن له حائط قبل ذلك.
«وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ» (٢٥) أي وجدا، «٦» قال :
فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر اللّه إلّا قليلا «٧»
أي وجدته.

__
(١) «عبيد اللّه... سمرة» أنظر أخباره فى تاريخ الطبري ٢/ ١٠٩٨- ١٠٩٩
(٢) الشطر الثاني والثالث فى اللسان والتاج (خندق). [.....]
(٣) «الزاوية» : موضع قرب البصرة كانت به الوقعة المشهورة بين الحجاج وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث قتل فيها خلق كثير من الفريقين، وذلك فى سنة ٨٣ من الهجرة (معجم البلدان ٢/ ٩١١).
(٤) «يزيد بن المهلب» : أنظر أخباره فى مروج الذهب ٥/ ٣٥٣، والكامل لابن الأثير ٥/ ٩٥.
(٥) «عدى بن أرطأة» : الفزاري : كان عامل البصرة، غلب عليها يزيد بن المهلب فحبسه فى سنة ١٠١، راجع النجوم الزاهرة ١/ ٢٤٦.
(٦) «ألفيا... وجدا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧٥.
(٧) : لأبى الأسود الدؤلي فى الكتاب ١/ ٧٢ والشنتمرى ١/ ٥٨، وابن يعيش ١/ ١٦٨، وشواهد المغني ٣١٦، والخزانة ٤/ ٥٥٤.


الصفحة التالية
Icon