ج ٣، ص : ٨٥٠
سورة الطارق
وهي مكية. وعدد آياتها سبع عشرة آية، وقد تكلمت على إثبات أن للنفس حافظا يحفظها وهو اللّه، والدليل على ذلك، ثم على إثبات البعث، ثم ختمت بالكلام على القرآن، وكيد الكفار والمشركين ويتبع ذلك تصديق النبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
[سورة الطارق (٨٦) : الآيات ١ الى ١٧]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤)فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩)
فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (١٠) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤)
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧)
المفردات :
الطَّارِقِ : كل ما جاءك ليلا فهو طارق، والمراد به النجم. الثَّاقِبُ :
الذي يثقب حجب الظلام بضوئه. لَمَّا : قرئت مشددة بمعنى إلا، وإن على ذلك نافية أى : ما كل نفس إلا عليها حافظ، وقرئت لما بالتخفيف فتكون ما زائدة في الإعراب والمراد بالقراءتين واحد. دافِقٍ دفقت الماء أدفقه : إذا صببته، والمراد ماء مدفوق أى : منصب. الصُّلْبِ : عظام الظهر، أى : فقاره. وَالتَّرائِبِ :