لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٧٦
جاءكم رسول يشاكلكم فى البشرية، فلما أفردناه به من الخصوصية ألبسناه لباس الرحمة عليكم، وأقمناه بشواهد العطف والشفقة على جملتكم، قد وكل هممه بشأنكم، وأكبر همّه إيمانكم.
قوله جل ذكره :
[سورة التوبة (٩) : آية ١٢٩]
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (١٢٩)
أمره أن يدعو الخلق إلى التوحيد، ثم قال : فإنّ أعرضوا عن الإجابة فكن بنا بنعت التجريد.
ويقال قال له : يا أيها النبي حسبك اللّه، ثم أمره بأن يقول حسبى اللّه....
وهذا عين الجمع، وقوله «فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ» فرق... بل هو جمع الجمع أي : قل، ولكنك بنا تقول، ونحن المتولى عنك وأنت مستهلك فى عين التوحيد فأنت بنا، ومحو عن غيرنا.
سورة يونس عليه السلام
بسم اللّه الرحمن الرحيم كلمة سماعها يوجب شفاء كلّ عابد، وضياء كلّ قاصد، وعزاء كلّ فاقد، وبلاء كلّ واجد، وهدوّ كلّ خائف، وسلوّ كل عارف. وأمان كل تائب، وبيان كلّ طالب.
قلوب العارفين لا تفرح إلا بسماع بسم اللّه، وكروب الخائفين لا تبرح إلا عند سماع بسم اللّه.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١)الألف مفتاح اسم «الله»، واللام مفتاح اسم «اللطيف» والراء مفتاح اسم «الرحيم».