لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٠٧
السورة التي يذكر فيها الروم
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
بسم اللّه اسم عزيز شفيع المذنبين جوده، بلاء المتهمين قصوده، ضياء الموحّدين عهوده.
و سلوة المحزونين ذكره، وحرفة «١» الممتحنين شكره.
اسم عزيز رداؤه كبرياؤه، وجبّار سناؤه بهاؤه، وبهاؤه علاؤه.
العابدون حسبهم عطاؤه، والواجدون حسبهم بقاؤه «٢».
قوله جل ذكره :
[سورة الروم (٣٠) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥)
الإشارة فى «الألف» إلى أنه ألف صحبتنا من عرف عظمتنا، وأنّه ألف بلاءنا من عرف كبرياءنا.
والإشارة فى «اللام» إلى أنه لزم بابنا من ذاق محابّنا، ولزم بساطنا من شهد جمالنا.
والإشارة فى «الميم» إلى أنه مكّن من قربنا من قام على خدمتنا، ومات على وفاتنا من تحقق بولائنا.
قوله :«غُلِبَتِ الرُّومُ» : سرّ المسلمون بظفر الروم على العجم - وإن كان الكفر يجمعهم - إلا أن الروم اختصوا بالإيمان ببعض الأنبياء، فشكر اللّه لهم، وأنزل فيهم الآية..
فكيف بمن يكون سروره لدين اللّه، وحزنه واهتمامه لدين اللّه؟
_
(١) الحرفة هنا معناها دأبه وديدنه (الوسيط).
(٢) لأن بقاءهم به خلف لهم عن كل شى ء، فكل شىء زائل.


الصفحة التالية
Icon