لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٧١
سورة الطّور
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
«بِسْمِ اللَّهِ» كلمة ما استولت على قلب عارف إلّا تيّمته بكشف جلاله، وما استولت على قلب متأفّف إلّا أكرمته بلطف أفضاله.. فهى كلمة قهّارة للقلوب.. ولكن لا لكلّ قلب، مذهبة للكروب.. ولكن لا لكلّ كرب.
قوله جل ذكره :
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ١ الى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ الطُّورِ (١) وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣)أقسم اللّه بهذه الأشياء (التي في مطلع السورة)، وجواب القسم قوله :«إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ». والطور هو الجبل الذي كلّم عليه موسى عليه السلام لأنه محلّ قدم الأحباب وقت سماع الخطاب. ولأنه الموضع الذي سمع فيه موسى ذكر محمد صلى اللّه عليه وسلم وذكر أمّته حتى نادانا ونحن في أصلاب آبائنا فقال : أعطيتكم قبل أن تسألونى «وَكِتابٍ مَسْطُورٍ» :
مكتوب في المصاحف، وفي اللوح المحفوظ.
وقيل : كتاب الملائكة في السماء يقرءون منه ما كان وما يكون.
ويقال : ما كتب على نفسه من الرحمة لعباده.
ويقال ما كتب من قوله : سبقت رحمتى غضبى «١».
ويقال : هو قوله :«وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ» «٢».
_
(١) فى الحديث أن اللّه كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش :«إن رحمتى سبقت غضبى».
(٢) آية ١٠٥ سورة الأنبياء.
(١) فى الحديث أن اللّه كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش :«إن رحمتى سبقت غضبى».
(٢) آية ١٠٥ سورة الأنبياء.