لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٩٢
سورة التّغابن
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ...» كلمة عزيزة من ذكرها يحتاج إلى لسان عزيز في الغيبة لا يبتذل، وفي ذكر الأغيار لا يستعمل. ومن عرفها يحتاج إلى قلب عزيز ليس في كلّ ناحية منه خليط، ولا في كلّ زاوية زبيط.
قوله جل ذكره :
[سورة التغابن (٦٤) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)
المخلوقات كلّها بجملتها للّه سبحانه مسبّحة... ولكن لا يسمع تسبيحها من به طرش النكرة.
ويقال : الذي طرأ صممه فقد يرجى زواله بنوع معالجة، أمّا من يولد أصمّ فلا حيلة فى تحصيل سماعه. قال تعالى :«فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى » «١» وقال تعالى :«وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ» «٢».
قوله جل ذكره :
[سورة التغابن (٦٤) : آية ٢]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢)
منكم كافر في سابق حكمه سمّاه كافرا، وعلم أنه يكفرو أراد به الكفر... وكذلك
_
(١) آية ٥٢ سورة الروم.
(٢) آية ٢٣ سورة الأنفال.


الصفحة التالية
Icon