لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٢٩
سورة البلد
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«١» «بِسْمِ اللَّهِ» كلمة تخبر عن جلال أزليّ، وجمال سرمديّ، جلال ليس له زوال، وجمال ليس له انتقال، جلال لا بأغيار «٢» وأمثال، جمال لا بصورة ومثال، وجلال هو استحقاقه لجبروته وجمال هو استيجابه لملكوته، جلال من كاشفه به فأوصافه فناء في فناء، وجمال من لاطفه به فأحواله بقاء في بقاء.
قوله جل ذكره :
[سورة البلد (٩٠) : الآيات ١ الى ١٠]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (٤)
أَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦) أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ (٩)
وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠)
أي : أقسم بهذا البلد، وهو مكة.
«وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ» وإنما أحلّت له ساعة واحدة «٣».
«وَوالِدٍ وَ ما وَلَدَ» كلّ والد وكلّ مولود. وقيل : آدم وأولاده وجواب القسم :«لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ».
ويقال : أقسم بهذا البلد لأنك حلّ به.. وبلد الحبيب حبيب.
«لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ»
_
١) مرة أخرى حدث اضطراب.. فتفسير البسملة هنا كما جاء في م موضوع في ص في أول السورة القادمة :
سورة الشمس.. والعكس في م.
(٢) هكذا في م وهي في ص (باعتبار) والصحيح ما أثبتنا.
(٣) عن ابن عباس قال :«أحلّت له ساعة من نهار ثم أطبقت وحرّمت إلى القيامة وذلك يوم فتح مكة.
وثبت أن النبي (ص) قال :«إن اللّه حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهى حرام إلى أن تقوم الساعة، فلم تحل لأحد قبلى، ولا تحل لأحد بعدى، ولم تحل لى إلا ساعة من نهار»
.


الصفحة التالية
Icon