لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٣٩
سورة الضّحى
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» اسم لا يشبهه كفو «١» فى ذاته وصفاته، ولا يستفزّه «٢» لهو في إثبات مصنوعاته، ولا يعتريه سهو في علمه وحكمته، ولا يعترضه لغو في قوله وكلمته.
فهو حكيم لا يلهو، وعليم لا يسهو، وحليم يثبت ويمحو فالصدق قوله، والحقّ حكمه، والخلق خلقه والملك ملكه.
قوله جل ذكره :
[سورة الضحى (٩٣) : الآيات ١ الى ٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَ الضُّحى (١) وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى (٣) وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤)
وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥) أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦)
«وَالضُّحى » : ساعة من النهار. أو النهار كلّه يسمّى ضحى. ويقال : أقسم بصلاة الضّحى.
ويقال : الضحى الساعة التي كلّم فيها موسى عليه السلام.
«وَاللَّيْلِ إِذا سَجى » أي : ليلة المعراج، و«سَجى » : أي سكن، ويقال : هو عامّ فى جنس الليل.
ويقال :«الضُّحى » وقت الشهود. «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى » الذي قال : إنه ليغانّ على قلبى «٣»...»
_
(١) أصلها «كفؤ» أي مماثل، أو قوى قادر على تصريف العمل.
ويقرأ بضم الفاء وسكونها، فإن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم فإنه يجوز في عينه الضم والإسكان إلا قوله تعالى «وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً» (آية ١٥ سورة الزخرف).
(٢) استفزه الشيء - استخفه، واستفزه فلان - أثاره وأزعجه.
(٣) عن أغر مزينة قال : قال رسول اللّه (ص) : إنه ليغان على قلبى حتى أستغفر اللّه في اليوم والليلة مائة مرة» أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. وفي رواية لمسلم :«توبوا إلى ربكم، فو اللّه إنى لأتوب إلى ربى تبارك وتعالى في اليوم مائة مرة».


الصفحة التالية
Icon