لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٤٧
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة العلق
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» كلمة سماعها يوجب أحد أمرين :«إمّا صحوا وإمّا محوا صحوا لمن سمعها بشاهد العلم فيستبصر بواضح برهانه، أو محوا لمن سمعها بشاهد المعرفة لأنه يتحيّر في جلال سلطانه.
قوله جل ذكره :
[سورة العلق (٩٦) : الآيات ١ الى ٥]
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥)
هذه السورة من أوّل ما نزل على المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لما تعرّض له جبريل فى الهواء، ونزل عليه فقال :«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ». فالناس كلّهم مريدون وهو صلى اللّه عليه وسلم كان مرادا. فاستقبل الأمر بقوله :«ما أنا بقارئ، فقال له : اقرأ، فقال : ما أنا بقارئ، فقال له : اقرأ كما أقول لك اقرأ باسم ربك الذي خلق. أي خلقهم على ما هم به.
«اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ» «الْأَكْرَمُ» : أي الكريم.«خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ» العلق جمع علقة كشجر وشجرة (و العلقة الدم الجامد فاذا جرى فهو المسفوح).
ويقال : الأكرم من كلّ كريم.
«الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ» علّمهم ما لم يعلموا : الضروريّ، والكسبيّ.