ج ١٠، ص : ٣٣٣
سورة التكاثر
مكّيّة وهى ثمان آيات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَلْهاكُمُ
أى إلهكم فى اللهو وهو الباطل من الأمر وما لا يعيد فائدة معتبرة وشغلكم عن طاعة اللّه وما ينجيكم من سخطه التَّكاثُرُ التباهي والتفاخر بكثرة المال والجاه والعدد.
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ
يعنى حتى متم ودفنتم بالمقابر
أخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن اسلم قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ألهيكم التكاثر عن الطاعة حتى زرتم المقابر حتى يأتيكم الموت قال قتادة كانت اليهود يتفاخرون بكثرتهم ويقولون نحن اكثر من بنى فلان شغلهم ذلك حتى ماتوا فنزلت هذه الآية فيهم فعلى هذا حتى للغاية وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن بريدة قال نزلت الآية فى قبيلتين من قبائل الأنصار بنى حارثة وبنى الحارث تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما فيكم مثل فلان وفلان وقال آخرون مثل ذلك تفاخروا بالاحباء ثم قال انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت احدى الطائفتين يقول فيكم مثل فلان ومثل فلان ويشيرون إلى القبور وقال الكلبي نزلت فى حيين من قريش بنى عبد مناف وبنى قصى وبنى سهم قالت كل واحد نحن اكثر سيدا وأعز عزيزا واكثر عددا فكثرهم بنو عبد مناف ثم قالوا نعد موتانا حتى زارو القبور فعدوهم فقالوا هذا القبر فلان وهذا قبر فلان فكثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات لانهم كانوا فى الجاهلية اكثر عددا فانزل اللّه تعالى هذه الآية وعلى هذين الروايتين معنى قوله حتى زرتم المقابر حتى عددتم الأموات لاجل التكاثر بالأموات بعد ما استوعبتم عدد الاح ياء فعبر عن انتقالهم إلى ذكر الأموات بزيارة القبور مجازا أو يحمل على زيارة القبور حقيقة حيث انطلقوا إلى المقابر بعد القبور حتى هذا للسببية عن عبد اللّه ابن السخير قال انتهيت إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ هو يقرأ هذه الآية ألهيكم التكاثر قال ابن آدم مالى مالى وهل لك من مالك الا ما أكلت فافنيت أو لبست فابليت أو تصدقت فامضيت رواه البغوي وعن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ يتبع الميت ثلثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه اهله وماله وعمله فيرجع اهله وماله ويبقى عمله رواه البخاري وعن عياض بن حمار المجاشعي ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال ان اللّه اوحى إلى ان تواضعوا حتى لا يفتخر أحد على
أحد ولا يبغى أحد على أحد رواه مسلم وعن أبى هريرة عن النبي ـ ﷺ ـ قال لينتهين أقوام يفخرون بآبائهم الذين ماثوا انما هم محم من جهنم أو ليكونن أهون


الصفحة التالية
Icon