قال ابن مسعود رضي الله عنه ﴿ والصافات صَفَّا ﴾، ﴿ فالزاجرات زَجْراً ﴾، ﴿ فالتاليات ذِكْراً ﴾ : هي الملائكة؛ وقال قتادة : الملائكة صفوف في السماء، روى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« » ألا تصفّون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ « قالنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال ﷺ :» يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصّون في الصف « » وقال السدي معنى قوله تعالى :﴿ فالزاجرات زَجْراً ﴾ : أنها تزجر السحاب، وقال الربيع بن أنَس ﴿ فالزاجرات زَجْراً ﴾ : ما زجر الله تعالى عنه في القرآن، ﴿ فالتاليات ذِكْراً ﴾ قال السدي : الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس، كقوله تعالى :﴿ فالملقيات ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً ﴾ [ المرسلات : ٥-٦ ]، وقوله عزّ وجلّ :﴿ إِنَّ إلهكم لَوَاحِدٌ * رَّبُّ السماوات والأرض ﴾، هذا هو المقسم عليه أنه تعالى لا إله إلا هو رب السماوات والأرض ﴿ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ أي من المخلوقات، ﴿ وَرَبُّ المشارق ﴾ أي هو المالك المتصرف في الخلق بتسخيره بما فيه من كواكب تبدو من المشرق وتغرب من المغرب، واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليه، قد صرح بذلك في قوله عزّ وجلّ :﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ المشارق والمغارب إِنَّا لَقَادِرُونَ ﴾ [ المعارج : ٤٠ ]، وقال تعالى :﴿ رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين ﴾ [ الرحمن : ١٧ ] يعني في الشتاء والصيف، للشمس والقمر.


الصفحة التالية
Icon