سورة التحريم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله جلَّ وعزَّ: (عَرَّفَ بَعْضَهُ).
قرأ الكسائي، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم: (عَرَفَ بَعْضَهُ) مخففًا.
وقرأ الباقون (عَرَّفَ بَعْضَهُ) مشددًا.
قال أبو منصور: من قرأ (عَرَفَ بَعْضَهُ) فالمعنى: أن النبى صلى الله عليه
قد عرف كل ما كان أسره إلى حفصة، والإعراض لا يكون إلا عن ما عرفه.
وقال الفراء: معنى قوله (عَرَفَ بَعْضَهُ) جازَى ببعضه، أي: ببعض
الذنب.
والعرب تقول للرجل إذا أساء إليه رجل: لأعرفن لك غبّ هذا، أي:
لأجازينَّك عليه، يقول هذا لمنْ يتَوعدُه قد علمت ما عملت، وعرفتُ ما صنعتَ: ومعناه: سأجازيك عليه، لا أنلث تقصد إلى أن تُعرفه أنك قد علمت فقط.
ومثله قول اللَّه: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)،
وتأويله: يعلمه فيجازى عليه.
ومن قرأ (عَرَّفَ بَعْضَهُ) بالتشديد فَمعْناه: خَبرَ بعضه، أي: عَرَّفَ بَعْضَهُ
حفصة، وأعْرَض عن بعض أي: عرفها بعض ما أفْشت من الخبر فيْ أمر مارية.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (تَوْبَةً نَصُوحًا).


الصفحة التالية
Icon