تحفة السعيد في علم التجويد
إعداد :
دكتور/ بدر عبد الحميد هميسه
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. إذا وقف العباد يوم القيامة، نادى الله وقال: أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ومن الذي ينبغي أن يجاورك يا رب وأنت رب العالمين؟ فيقول الله ( - سبحانه وتعالى - ): جيراني هم عمَّار المساجد وقراء القرآن الكريم. وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد رسول الله ( - ﷺ - ) القائل "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
أما بعد...
فقد كانت البشرية تعيش في تخبط وتيه وتُوزِّع ولاءاتها بين طواغيت وأصنام، وبين كهان ومشعوذين، قد أسلمت يدها كالأعمى لهؤلاء يقودونها أينما أرادوا وكيفما شاءوا.
فجاء الله تبارك وتعالى بهذا الكتاب هادياً ومبشراً ونذيراً للناس، (( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) (إبراهيم١).
جاء هذا الكتاب المبين فنقل الله به الناس من الجاهلية والشرك إلى الهداية والتوحيد، من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وتحولت تلك الأمة التي تحمله من أمة لا تُذْكر إلا مثالاً على الهمجية والتخلف، إلى أمة تأخذ بزمام البشرية أجمع لتقودها لسعادة الدارين.


الصفحة التالية
Icon