الخصائص اللغوية لقراءة حفص
دراسة في البنية والتركيب
دكتور
علاء إسماعيل الحمزاوي
قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة المنيا
إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون
(قرآن كريم)
إن الجماعة الإسلامية لن تعترف في المستقبل
إلا بقراءة حفص عن عاصم!
بلاشير
(دائرة المعارف الإسلامية)
إهداء
==============
إلى والديّ وزوجتي ٠٠٠٠ حبا ودعاءً
إلى أساتذتي ٠٠٠٠ تقديرا
إلى كل ذي يد بيضاء.... شكرا

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.. وبعد
فلقد اهتم اللغويون القدامى بدراسة القراءات القرآنية، وربما أوفوها حقها في ضوء ما أتيح لهم من إمكانيات لغوية، غير أن ذلك لا يغني عن دراستها في ضوء ما يتاح لنا من إمكانيات لغوية حديثة؛ ومن ثم عكف فريق من الباحثين لدراسة هذه القراءات من وجهتها اللغوية صوتاً وبنية وتركيباً ودلالة، فنالت نصيباً موفوراً من البحث والدرس، وقد تناولت تلك الدراسات جميع القراءات متواترها وشاذها بالوصف والتحليل، عدا قراءة حفص عن عاصم؛ ولعل السبب في ذلك أن هذه القراءة أكثر القراءات شيوعاً ونشراً في شتى أقطار العالم الإسلامي، بل لعل شيوعها هذا دفع المستشرق الفرنسي (بلاشير) إلى القول: "إن الجماعة الإسلامية سوف لا تعترف في المستقبل إلا بقراءة عاصم برواية حفص"(١).
ولعل هذا الشيوع مسئول إلى حد كبير عن عدم قصد الاهتمام بدراسة هذه القراءة في صورتها الكلية؛ حيث ألفها الناس، واعتادوها، فلم يروا في معظمها من الظواهر اللغوية ما يخرج عن إلفهم وتعودهم؛ الأمر الذي دفع الباحث لدراستها.
(١) انظر: دائرة المعارف الإسلامية م ١٥/١٤٨. والتركيب ( سوف لا تعترف ) غير صحيح لغوياً، ولعل صوابه : لن تعترف ؛ لأنه مستقبل منفى.


الصفحة التالية
Icon