سورة الفرقان
* ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ﴾
قوله: ﴿لِيَكُونَ﴾: اللامُ متعلقةٌ بـ"نَزَّل". وفي اسم "يكون" ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُهما: أنه ضميرٌ يعودُ على الذي نزَّل. أي: ليكونَ الذي نَزَّل الفرقانَ نذيراً. الثاني: أنه يعودُ على الفرقانِ وهو القرآنُ. اي: ليكون الفرقانُ نذيارً. الثالث: أنه يعودُ على "عبدِه" أي: ليكونَ عبدُه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم نذيراً. وهةا أحسنُ الوجوهِ معنىً وصناعةً لقُرْبِه ممَّا يعودُ عليه، والضميرُ يعودُ على أقربِ مذكورٍ. و"للعالمين" متعلقٌ بـ"نذيراً" وإنما قُدِّم لأجلِ الفواصلِ. ودَعْوى إفادةِ الاختصاصِ بِعيدةٌ لعدمِ تأتِّيهاهنا. ورَجَّح الشيخ عَوْده على "الذي" قال: لأنه العُمْدُة المسندُ إليه الفعلُ، وهو مِنْ وصفِه تعالى كقوله: ﴿إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾. و"نذيراً" الظاهرُ فيه أنه بمعنى مُنْذِر. وجَوَّزوا أَنْ يكونَ مصدراً بمعنى الإِنذار كالنكير مبعنى الإنكار منه ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾.
* ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ﴾
(١١/١٤٣)
---


الصفحة التالية
Icon