سورة الشعراء
* ﴿ طسم ﴾
(١١/١٨٩)
قوله: ﴿طساما﴾: أظهر حمزةُ نونَ "سين" قبل الميمِ كأنه ناوِي الوقفِ/ وإلاَّ فإدغامُ مثلِه واجبٌ. والباقون يُدغمون. وقد تقدَّم إعرابُ الحروفِ المقطعة. وفي مصحفِ عبدالله ط. س. م. مقطوعةً من بعضها. قيل: هي قراءةُ أبي جعفر، يَعْنُون أنه يقف على كلِّ حرفٍ وَقْفَةً يميز بها كلَّ حرفٍ، وإلاَّ لم يُتَصَوَّرْ أَنْ يُلْفَظُ بها على صورِتها في هذا الرسمِ. وقرأ عيسى ـ وتَرْوَى عن نافع ـ بكسر الميم هنا وفي القصص على البناء. وأمال الطاءَ الأخَوان وأبو بكر. وقد تقدَّم ذلك.
* ﴿ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾
قوله: ﴿إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ﴾: العامَّةُ على نونِ العظمةِ فيهما. ورُوِي عن أبي عمروٍ بالياء فيهما أي: إنْ يَشَأْ اللهُ يُنَزَّلْ. و"إنْ" أصلُها أَنْ تدخلَ على المشكوكِ أو المحقَّقِ المبهمِ زمانُه، والآيةُ من هذا الثاني.
قوله: ﴿فَظَلَّتْ﴾ عطفٌ على "نُنَزِّلْ" فهو في محلِّ جزمٍ. ويجوز أن يكونَ مستأنفاً غيرَ معطوفٍ على الجزاءِ. ويؤيِّد الأولَ قراءةُ طلحة "فَتَظْلِلْ" بالمضارعِ مفكوكاً.
قوله: ﴿خَاضِعِينَ﴾ فيه وجهان، أحدُهما: أنه خبرٌ عن "أعناقُهم". واستُشْكِلَ جمعُه جمعَ سلامةٍ لأنه مختصٌّ بالعقلاءِ. وأُجيب عنه بأوجهٍ، أحدُها: أنَّ المرادَ بالأعناق الرؤساءُ، كما قِيل: لهم وجوهٌ وصدورٌ قال:
٣٥٠٥ـ.................. * في مَجْمَعٍ مِنْ نواصِي الخيلِ مَشْهودِ
الثاني: أنه على حذفِ مضافٍ أي: فظَّ أصحابُ الأعناقِ، ثم حُذِفَ وبقي الخبرُ على ما كان عليه قبل حَذْفِ المُخْبَرِ عنه مراعاةً للمحذوفِ. وقد تقدَّم ذلك قريباً عند قراءةِ ﴿وَقَمَراً مُّنِيراً﴾. الثالث: أنه لَمَّا أُضيفَتْ إلى العقلاءِ اكتسَبَ منهم هذا الحكمَ، كما يُكتسب التأنيثُ بالإِضافةِ لمؤنث في قولِه:
(١١/١٩٠)
---