سورة الحجرات
* ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
قوله: ﴿لاَ تُقَدِّمُواْ﴾: العامَّةُ على ضمِّ التاءِ وفتح القافِ وتشديدِ الدالِ مكسورةً، وفيها وجهان، أحدُهما: أنَّه متعدٍّ، وحُذِفَ مفعولُه: إمَّا اقتصاراً كقولهم: هو يعطي ويمنع، ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ﴾، وإمَّا اختصاراً للدلالةِ عليه أي: لا تُقَدِّموا ما لا يَصْلُحُ. والثاني: أنه لازمٌ نحو: وَجَّه وتَوَجَّه، ويَعْضُدُه قراءةُ ابنِ عباس والضَّحَّاك "لا تَقَدَّمُوا" بالفتح في الثلاثة، والأصلُ: لا تَتَقَدَّمُوْا فحذَف إحدى التاءَيْن. وبعضُ المكِّيين "لا تَّقَدَّمُوْا" كذلك، / إلاَّ أنَّه بتشديد التاء كتاءات البزي. والمتوصَّلُ ليه بحرفِ الجرِّ في هاتَيْن القراءتَيْن أيضاً محذوفٌ أي: لا تَتَقَدَّموا إلى أمرٍ من الأمور. وقُرِىء "لا تُقْدِموا" بضمِّ التاءِ وكسرِ الدالِ مِنْ أَقْدَمَ أي: لا تُقْدِموا على شيءٍ.
(١٣/١٤٧)
* ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوااْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ﴾
قوله: ﴿أَن تَحْبَطَ﴾: مفعولٌ من أجلِه. والمسألةُ من التنازعِ لأنَّ كُلاًّ مِنْ قولِه: "لا تَرْفَعوا" و ﴿وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ﴾ يَطْلُبه من حيث المعنى، فيكون معمولاً للثاني عند البصريين في اختيارِهم، وللأولِ عند الكوفيين. والأولُ أَصَحُّ للحَذْفِ من الأولِ أي: لأَنْ تحبطَ. وقال أبو البقاء: "إنها لامُ الصيرورة" ولا حاجةَ إليه. ﴿وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ﴾ حالٌ.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَائِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾
قوله: ﴿أُوْلَائِكَ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ "أولئك" مبتدأ، و "الذين" خبرُه. والجملةُ خبر "إنَّ" ويكونُ "لهم مغفرةٌ" جملةً أخرى: إمَّا مستأنفةً وهو الظاهرُ، وإمَّا حاليةً، ويجوزُ أَنْ يكونَ "الذين امتحنَ" صفةً لـ"أولئك" أو بدلاً منه أو بياناً، و "لهم مغفرةٌ" جملةٌ خبريةٌ. ويجوزُ أَنْ يكونَ "لهم" هو الخبرَ وحده، و "مغفرةٌ" فاعلٌ به.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾
(١٣/١٤٨)
---