سورة الحديد
* ﴿ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
قوله: ﴿للَّهِ﴾: يجوزُ في هذه اللامِ وجهان، أحدهما: أنها مزيدةٌ كهي في "نَصَحْتُ لزيدٍ" و "شكرْتُ له" إذ يقال: سَبَّحْت الله تعالى. قال تعالى: ﴿وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾. والثاني: أَنْ تكونَ للتعليلِ، أي: أَحْدَثَ التسبيحَ لأجلِ الله تعالى.
* ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ﴾
قوله: ﴿لَهُ مُلْكُ﴾: جملةٌ مستأنفةٌ لا محلَّ لها من الإِعرابِ.
قوله: ﴿يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ يجوزُ في هذه الجملةِ ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنها لا مَحَلَّ لها كالتي قبلها. والثاني: أنها خبرُ مبتدأ مضمرٍ، أي: هو له مُلك. والثالث: أنها حالٌ من الضمير في "له" فالعامل فيها الاستقرارُ، ولم يُذْكَرْ مفعولاً الإِحياءِ والإِماتةِ؛ إذ الغَرَضُ ذِكْرُ الفعلَيْنِ فقط.
* ﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
قوله: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ﴾: قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: ما معنى الواوِ؟ قلت: الواوُ الأولى معناها الدلالةُ على أنه الجامعُ بين الصفَتَيْن الأوَّليَّةِ والآخِريَّةِ، والثالثةُ على أنه الجامعُ بين الظهورِ والخَفاءِ، وأمَّا الوُسْطى فعلى أنه الجامعُ بين مجموع الصفَتَيْن الأَوْلَيَيْن ومجموعِ الصفَتَيْن الأُخْرَيين".
* ﴿ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ﴾
(١٣/٣٢٢)
---