سورة الجمعة
* ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾
(١٣/٣٩٧)
---
قوله: ﴿الْمَلِكِ﴾: هذه قراءةُ العامَّة أعني جرَّ "الملِكِ" وما بعده نعتاً له والبدلُ ضعيفٌ لاشتقاقِها. وقرأ أبو وائل ومسلمة ابن محارب ورؤبةُ بالرفعِ على إضمار مبتدأ مُقْتَضٍ للمدح. قال الزمخشريُّ: "ولو قُرِىء بالنصب على قولهم "الحمدُ الله أهلَ الحَمْد" لكان وجهاً". وقرأ زيد بن علي "القَدُّوس" بفتح القاف. وتقدَّم الكلامُ عليه وعلى الأمِّيِّ والأمِّيِّين جَمْعِه. و "يَتْلُوا" وما بعده صفاتٌ لرسول.
* ﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
قوله: ﴿وَآخَرِينَ﴾: فيه وجهان، أحدُهما: أنه مجرورٌ عطفاً على الأمِّيِّيْنَ، أي: وبَعَثَ في آخرين من الأمِّيِّيْنَ. و ﴿لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ﴾ صفةٌ لـ"آخرين" قبلُ. والثاني: أنه منصوبٌ عَطْفاً على الضمير المنصوبِ في "يَعَلِّمُهم"، أي: ويُعَلِّمُ آخرين لم يَلْحقوا بهم وسيَلْحقون، وكلُّ مَنْ يَعْلَم شريعةَ محمدٍ ﷺ إلى آخرِ الزمان فرسولُ اللَّهِ ﷺ مُعَلِّمه بالقوة؛ لأنه أصلُ ذلك الخيرِ العظيمِ والفَضْل الجَسيمِ.
* ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾
قوله: ﴿حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ﴾: هذه قراءةُ العامَّةِ. وقرأ زيد بن علي ويحيى بن يعمر "حَمَلوا" مخففاً مبنياً للفاعل.
(١٣/٣٩٨)
---