سورة الطلاق
(١٤/١٠)
* ﴿ ياأيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ الْعِدَّةَ وَاتَّقُواْ اللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
قوله: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾: فيه أوجهٌ، أحدُها: أنه خطابٌ لرسول الله ﷺ بلفظ الجمع تعظيماً كقوله:
٤٢٧١ - فإنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النساءَ سواكمُ * وإن شِئْتِ لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا
الثاني: أنه خطابٌ له ولأمَّته والتقدير: يا أيها النبيُّ وأمَّتَه إذا طلَّقْتُمْ فحذف المعطوفَ لدلالةِ ما بعده عليه، كقوله:
٤٢٧٢ -..................... * إذا حَذْفَتْه رِجْلُها................
أي، ويَدُها، وتقدَّم هذا في سورة النحل عند ﴿تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾. الثالث: أنه خطابٌ لأمَّتِه فقط بعد ندائِه عليه السلام. وهو مِنْ تلوينِ الخطابِ خاطبَ أمتَه بعد أَنْ خاطبه. الرابع: أنَّه على إضمارِ قول، أي: يا أيها النبيُّ قُلْ لأمتك: إذا طلَّقتْم. الخامس: قال الزمخشري:
"خصَّ النبيَّ ﷺ بالنداء وعَمَّ بالخطابِ؛ لأنَّ النبيَّ إمامُ أمَّتِه وقُدْوَتُهم، كما يُقال لرئيس القومِ وكبيرِهم: يا فلانُ افعلوا كيتَ وكيتَ اعتباراً بتقدُّمِه وإظهاراً لترؤُسه" في كلامٍ حسنٍ، وهذا هو معنى القولِ الثالثِ الذي قَدَّمْتُه.
وقوله: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾، أي: إذا أَرَدْتُمْ كقولِه: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ﴾ ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ﴾ وتقدَّم تحقيقُ ذلك.
(١٤/١١)
---