سورة النبأ
* ﴿ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ ﴾
قوله: ﴿عَمَّ﴾: قد تقدَّم أن البزيَّ يُدخل هاءَ السكتِ عوضاً من ألف "ما" الاستفهاميةِ في الوقف. ونُقِلَ عن ابن كثير أنه يَقرأ "عَمَّه" بالهاء وَصْلاً، أجرى الوصل مُجرى الوقف. وقرأ عبد الله وأُبَيّ وعكرمة "عَمَّا" بإثبات الألفِ. وقد تقدَّم أنه يجوزُ ضرورةً أو في قليلٍ من الكلام. ومنه:
٤٤٦٤ - على ما قامَ يَشْتِمُني لَئيمٌ * كخِنْزيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ
(١٤/٢٤٠)
وتقدم أنَّ الزمخشريَّ جَعَلَ منه ﴿بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي﴾ في يس. و "عَمَّ" فيه قولان، أحدُهما: - وهو الظاهرُ - أنَّه متعلِّقٌ بـ"يتساءلون" هذا الظاهرِ. قال أبو إسحاق:" الكلامُ تامٌّ في قوله: "عَمَّ يتساءلون"، ثم كان مقتضى القول أن يُجيبَ مُجيبٌ، فيقولَ: يتساءلون عن النبأ العظيم، فاقتضى إيجازُ القرآنِ وبلاغتُه أَنْ يبادِرَ المحتَجُّ بالجوابِ التذي تقتضيه الحالُ والمحاورةُ اقتضاباً للحُجَّة، وإسراعاً إلى مَوْضِعِ قَطْعِهم". والثاني: أنَّه متعلِّقٌ بفعلٍ مقدرٍ ويتعلَّقُ ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ بهذا الفعلِ الظاهرِ. قال الزمخشري: "وعن ابن كثيرٍ أنه قرأ "عَمَّهْ" بهاءِ السَّكْتِ. ولا يَخْلو: إمَّا أَنْ يجريَ الوصلُ مَجْرى الوقفِ، وإمَّا أَنْ يقفَ ويَبْتَدِىءَ ﴿يَتَسَآءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ على أَنْ يَضْمَرَ "يتساءلون"؛ لأنَّ ما بعده يُفَسِّرُه كشيءٍ يُبْهَمُ ثم يُفَسَّرُ".
* ﴿ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾
قوله: ﴿عَنِ النَّبَإِ﴾: يجوزُ فيه ما جازَ في قولِه ﴿لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ﴾ في البدليةِ والتعلُّقِ بفعلٍ مقدَّرٍ. ويَزيد عليه هنا أنَّه يتعلَّقُ بالفعل الظاهرِ، ويتعلَّقُ ما قبلَه بمضمرٍ، كما تقدَّم عن الزمخشريِّ. وقال ابن عطية: "قال أكثرُ النحاة: قوله: ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ متعلِّقٌ بـ"يتساءلون" الظاهرِ، كأنَّه قال: لِمَ يتساءلون عن النبأ؟ وقوله: "عَمَّ" هو استفهامُ تفخيمٍ وتعظيمٍ.
* ﴿ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴾
قوله: ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾: "مُخْتلفون" خبرُ "هم" والجارُّ متعلِّقٌ به. والموصلُ يحتملُ الحركاتِ الثلاثَ إتْباعاً وقَطْعاً رفعاً ونصباً.
* ﴿ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ﴾
(١٤/٢٤١)
---