والعامَّة على فتح الصادِ وسكونِ الباء أمراً من النَّصَبْ وقُرئ بتشديد الباءِ متفوحةً أَمْراً من الأنْصباب، وكذا قُرِئ بكسرا الصاد ساكنةً الباء أمراً من النَّصْب بسكون الصاد، ولا أظن الأولى إلاَّ تصحيفاً ولا الثانيةَ إلاَّ تحريفاً فإنها تُرْوى عن الإمامية. وتفسيرُها: فإذا فَرَغْتَ مِنْ النبوَّةِ فانْصِبِ الخليفة. قال بان عطية: "وهي قراءةُ ضعيفةٌ شاذةٌ لم تَثْبُتْ عن عالم" قال الزمخشري: "ومن البدع ما رُوي عن بعض الرافضةِ أنه قرأ "فانصِبْ" أي: انْصِبْ عليَّاً للإمامة، ولو صَحَّ هذا للرافِضِيِّ لصَحَّ للناصِبيِّ أن يَقْرأ هكذا، ويجعَلَه بالنَّصب الذي هو بُغْضُ عليّ رضي الله عنه وعداوتُه".
* ﴿ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾
قوله: ﴿فَارْغَبْ﴾: مِنْ الرَّغْبة وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة "فَرَغَّب" بتشديد العين. أمراً مِنْ رَغَّبَة بالتشديد، اي: فرَغَّبْ الناسَ إلى طلبِ ماعنده.
سورة التين
* ﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾
قوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾: الطُّور جَبَلٌ. وسنين: اسم مكانٍ فأُضيف الجبل للمكان الذي هو به. قال الزمخشري: "ونحو سِينون يبْرُوْن في جواز الإعرابِ بالواو والياء والإقرار على الياءِ وتحريكِ النونِ بحركات الإعراب" وقال أبو البقاء: "هو لغةٌ في سَيْناء" انتهى. وقرأ العامَّةُ بكسرِ السين. وابنُ أبي اسحاق وعمرو بن ميمون وأبو رجاءٍ بفتحها، وهي لغةُ بكرٍ وتميم. وقرأ عمر بن الخطاب وعبد الله والحسن وطلحة "سِيْناءَ" بالسكر، والمد، وعمرُ أيضاً وزيدُ بن علي بتفحِها والمدِّ، وقد ذُكِر في المؤمنين، وهذه لغاتٌ اختلفَتْ في هذا الاسمِ السُّرْيانيِّ على عادةِ العرب في تلاعُبها بالأسماء الأعجمية. وقال الأخفش: "سينين شجرٌ، الواحدةُ سِيْنية" وهو غريبٌ جداً غيرُ معروفٍ عن أهل التفسير.
* ﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ﴾
(١٤/٣٦٨)
---