سورة القارعة
* ﴿ مَا الْقَارِعَةُ ﴾
: كقوله تعالى ﴿
١٦٤٩; لْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ﴾
وكقوله: ﴿الْحَاقَّةُ مَا الْحَآقَّةُ﴾ وكقوله: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ وقد تقدَّما وقد عَرَفْتَ مِمَّا نقله مكي أنه يجوزُ رَفْعُ "القارعة" بفعلٍ مضمر ناصبٍ لـ"يومَ" وقيل: معنى الكلامِ على التحذير. قال الزجاج: "والعبرُ تُحَذِّر وتُعْزي بالرفع كالنصبِ. وأنشد:
٤٦٣١- لَجَديرون بالوفاءِ إذا قا * لَ أخو النجدةِ السِّلاحُ السِّلاحُ
قلت: وقد تقدّضم ذلك في قوله: ﴿نَاقَةَ اللَّهِ﴾ فيمَنْ رفَعه. ويَدُلُّ على ذلك قراءةُ عيسى ﴿القارعةَ ما القارعةَ﴾ بالنصب، وهو بإضمارِ فعلٍ، أي: احذروا القارعةَ و"ما" زائدةٌ. والقارعةُ الثانيةُ تأكيدٌ للأولى تأكيداً لفظياً.
* ﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾
قوله: ﴿يَوْمَ يَكُونُ﴾: في ناصبِه أوجهٌ، أحدُها: مضمرٌ يَدُلُّ عليه "القارعةُ، أي: تَقْرَعُهم يومَ يكون. وقيل: تقديرُه: تأتي القارعةُ يومَ. الثاني: أنَّه "اذْكُرْ" مقدَّراً فهو مفعولٌ به لا ظرفٌ. الثالث: أنَّه "القارعة" قاله ابنُ عطية وأبو البقاء ومكي. قال الشيخ: "فإنْ كان يعني ابنُ عطية - عني - اللفظ الأولَ فلا يجوزُ للفَصْلِ بين العاملِ، وهو في صلة أل، والمعمولِ بأجنبي وهو الخبرُ، وإن جَعَلَ القارعة عَلَماً للقياممة فلا يعملُ أيضاً، وإنْ عنى الثاني والثالثَ فلا يَلْتَئِمُ معنى الظرفيةِ معه" الرابع: أنه فعلٌ مقدرٌ رافعٌ للقارعةِ الأولى، كأنه قيل: تأتي القارعةُ يومَ يكون، قال مكيٌّ. وعلى هذا فيكونُ ما بنيهما اعتراضاً وهو بعيدٌ جداً منافرٌ لنَظْم الكلام. وقرأ زيد بن علي "يومُ" بالرفع خبراً لمبتدأ محذوفٍ، أي: وقتُها يومُ يكونُ.
(١٤/٣٩٢)
---


الصفحة التالية
Icon