سورة الهمزة
* ﴿ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾
قوله: ﴿هُمَزَةٍ﴾: أي: كثيرُ الهَمْزِ، وكذلك "اللُّمَزَة" الكثيرُ اللَّمْزِ. وتقدّضم معنى الهَمْزِ في ن، واللَّمْزِ في براءة والعامَّةُ على فتح ميمها على أنَّ المرادَ الشخصُ الذي كَثُرَ منه ذلك الفعلُ. قال زياد الأعجم:
٤٦٤٠- تُدْلي بِوْدِّيْ إذا لا قَيْتَني كَذِباً * وإنْ أُغَيَّبْ فأنتَ الهامِزُ اللُّمَزَةْ
وقرأ الباقر بالسكون، وهو الذي يَهْمِزُ وَيَلْمِزُ، أي: يأتي بما يَهْمِزُ به ويَلْمِزُ كالضُّحَكَة لِمَنْ يَكْثُرُ ضَحِكُه، والضُّحْكة لِمَنْ يأتي بما يُضْحَكُ منه. وهو مُطَّرِدٌ، أعني أنَّ فُعَلَه بفتح العين لمَنْ يَكْثُرُ منه الفِعْلُ، وبسكونِها لمَنْ يكونُ الفعلُ بسببه.
* ﴿ الَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ﴾
قوله: ﴿الَّذِى جَمَعَ﴾: يجوزُ جرُّه بدلاً، ونصبُه ورفعُه على القطع. ولا يجوزُ جَرُّه نعتاً ولا بياناً لتغايُرهما تعريفاً وتنكيراً. وقوله: "جَمَعَ" قرأ الأخَوان وابن عامر بتشديد الميم على المبالغة والتكثير، ولأنَّه يوافِقُ "عَدَّدَه"والباقون "جمَعَ" مخففاً وهي محتملَةٌ للتكثير وعدمِه.
(١٤/٣٩٧)
---