سورة الفيل
* ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾
يُجْمع على فُيول وقِيَلة في الكثرة، وأَفْيال في القلة.
قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ﴾: هذه قراءةُ الجمهورِ، أعني فتحَ الراءِ، وحَذْفُ الألفِ للجزم. وقرأ "السُّلَمِيُّ "تَرْ" بسكونِ الراءِ كأنه لم يَعْتَدَّ بحَذْفِ الألفِ كقولهم: "لم أُبَلْهُ" وقرأ أيضاً "تَرْءَ" بسكون الراءِ وهمزةٍ مفتوحةٍ وهو الأصلُ و"كيف" مُعَلِّقةٌ للرؤية، وهي منصوبةٌ بفعلٍ بعدها.
* ﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ ﴾
قوله: ﴿أَبَابِيلَ﴾: نعتٌ لطير، لأنَّه اسمُ جمع. وأبابيل قيل: لا واحدَ له كأساطير وعَباديد، وقيل: واحدُهُ إبَّوْل كعِجَّوْل. وقيل: إبَّال وقيل: إبِّيْل مثلَ سِكِّين. وحكى الرقاشي أنه سُمع إبَّالة بالتشديد. وحكى الفراءة مخففة. والأبابيل: الجماعات شيئاً بعد شيء. وقال الشاعر:
٤٦٤٤- طريقٌ وَجبَّارٌ رِواءٌ أصولُهُ * عليه أبابيلٌ من الطيرِ تَنْعَبُ
وقد يُسْتَعارُ لغير الطَيْرِ كقوله:
٤٦٤٥- كادَتْ تُهَدُّ مِنَ الأصوات راحلتي * إذ سالَتِ الأرضُ بالجُرْدِ الأبابيل
* ﴿ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴾
(١٤/٣٩٩)
قوله: ﴿تَرْمِيهِم﴾: صفةٌ لطير. والعامَّةُ "تَرْميهم" بالتأنيث. وأبو حنيفة وابن يعمر وعيسى وطلحةُ بالياءِ مِنْ أسفلُ، وهما واضحتان؛ لأنَّ اسمَ الجمعِ يُذَكَّرث ويُؤَنَّثُ ومِنَ التأنيث قولُه:
٤٦٤٦-.......................... * كالطَّيْرِ تَنْجو مِنْ الشُّؤبوب ذي البَرَدِ
وقيل: الضميرُ لـ "ربُّكط أي: يَرْميهم رَبُّك. و"مِنْ سِجِّيل" صفةٌ لحجارةِ. "وكعَصْفِ" هو المفعولُ الثاني للجَعْلِ معنى التَّصيير. وفيه مبالغةٌ حسنة. لم يَكْفِه أَنْ جَعَله أونَ شيءٍ في الزَّرع، وهو ما لا يُجْدي طائلاً، حتى جَعَله رَجيعاً.


الصفحة التالية
Icon