سورة الناس
* ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾
* ﴿إله النَّاسِ ﴾
(١٥/١٧)
قوله: ﴿مَلِكِ النَّاسِ إله النَّاسِ﴾: يجوزُ أَنْ يكونا وصفَيْنِ لـ "ربِّ الناسِ" وأَنْ يكونا بَدَلَيْنِ، وأ‍نْ يكونا عطفَ بيانٍ. قال الزمشخري: "فإنْ قلَتَ: مَلِكِ الناس، إلهِ الناس، ما هما مَنْ ربُّ الناس؟ قلت: عطفُ بيانٍ كقولك: سيرةُ أبي حفصٍ عمرَ الفاروقِ، بُيِّنَ بمَلِكِ الناس، ثم زِيْدَ بياناً؛ لأنه قد يُقال لغيره "رَبُّ الناسِ" كقوله: ﴿اتَّخَذُوااْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ وقد يُقال: مَلِكُ الناس، وأمَّا إلهُ الناس فخاصٌّ لا شِرْكَةَ فيه، فَجُعِل غاية البيان" واعترض الشيخُ بأنَّ البيانَ بالجوامدِ. ويُجابُ عنه: بأنَّ هذا جارٍ مَجْرى الجوامِدِ.: وقد تقدَّم في "الرحمن الرحيم" أو الفاتحة تقريرُه.
وقال الزمخشريُّ: "فإنْ قلتَ لِمَ قيل: "برَبِّ الناسِ" مضافاً إليهم خاصةً؟ قلت: لأنَّ الاستعاذةَ وقعَتْ مِنْ شرِّ المُوَسُوِسِ في صدور الناس فكأنه قيل: أعوذُ مِنْ شَرِّ المُوَسْوِسِ إلى الناس بربِّهم الذي يملكُ أمْرَهم" ثم قال: "فإنْ قلتَ: فهلاَّ اكتُفِي بإظهار المضافِ إليه مرةً واحدة. قلت: لأنَّ عطفَ البيانِ فكان مَظِنَّةً للإظهار".
* ﴿مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾
قوله: ﴿مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ﴾: قال الزمخشري: "اسمٌ بمعنى الوَسْوَسَةِ كالزَّلْزال بمعنى الزَّلْزَلة، وأمَّا المصدرُ فوِسْواسٌ بالكسر، كالزِّلْزلالة، والمرادُ به الشيطانُ سُمِّي بالمصدرِ كأنه وَسْوَسَةٌ في نفسه، لأنها صَنْعَتُه وشُغْلُه. أو أريد ذو الوَسْواس" انتهى. وقد مَضَى الكلامُ في أنَّ المكسورَ مصدرٌ، المفتوحَ اسمٌ في الزلزلة فليُراجَعْ.
قوله ﴿الْخَنَّاسِ﴾، أي: الرَّجَّاع، لأنه إذا ذُكِر اللَّهُ تعالى خَنَسَ وهو مثالُ مبالغةٍ من الخُنوس. وقد تقدَّم اشتقاقُ هذه المادةِ في سورةِ التكوير.
* ﴿الَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴾
(١٥/١٨)
---


الصفحة التالية
Icon