القراءات المفسِّرة
كنت أتهيب كثيرا من الإقدام على البحث في القراءات المفسرة، خشية أن يكون الموضوع مطروقا، لأنني طالما سمعت بتوظيف القراءات في التفسير، فكنت أعتقد بأن الأمر يتعلق بمنهج في التفسير يعتمد القراءات، ولما رجعت إلى ما كتب في هذا المجال، وهو نزر يسير جدا لا يعتد به في الدراسات المعتبرة في الموضوع، وجدت تصور الباحثين للقراءات المفسرة لا يخرج عن دائرة القراءات الشاذة، فهي وحدها التي تعتبر في زعمهم مفسرة، وهذه الفكرة نابعة من تنبيه علماء القراءات على وظيفة الشواذ وإدراجها في تفسير النصوص القرآنية، حتى لا ينقرض هذا النوع من القراءات بتعطيل العمل به، أو حتى لا يسيء التعامل معه من جراء الاشتغال بالمتواتر والمشهور دون الشاذ والمدرج، لكونه لا يرقى إلى مستوى الصحة المتوفر في غيره.
... والحقيقة أن القراءات المفسرة هي منهج في التفسير يعتمد القراءة التي تهدف إلى البيان والكشف عن أسرار التنزيل، سواء كانت هذه القراءة متواترة أم شاذة، وسواء كانت مشهورة أم مدرجة من أجل الإيضاح، والقراءات كالقرآن يفسر بعضها بعضا، ولاسيما عندما يكونان حقيقة واحدة.