اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد فقد منَّ الله تعالى على نبينا محمد ﷺ بأن جعل ذمَّ المشركين له رفعةً وعلواً فكلما ذمه ذام منهم وانتقصه أكرمه الله ببشارة هي خير من الدنيا وما فيها (١) ومن ذلك أن العاص بن وائل السهمي كان إذا ذُكر رسول الله ﷺ قال: دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه، فأنزل الله تعالى في ذلك ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) إلى آخر السورة (٢).

(١) ومن ذلك ما رواه جندب رضي الله عنه قال : أبطأ جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله عز وجل ( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) رواه مسلم (٤٧٥٧) ورواه البخاري (٤٦٩٨) بلفظ : اشتكى النبي صلى الله عليه و سلم فلم يقل ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله عز و جل ( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ).
(٢) رواه الواحدي في أسباب النزول /٣٠٧ والبيهقي في البعث والنشور (١١٧) وانظر : تفسير البغوي ٨/٥٦٠ تفسير الخازن ٧/٣٠٥ البداية والنهاية ٥/٣٢٨


الصفحة التالية
Icon