التجويد :
التجويد مصدر جود يجود إذا أدى العمل بإتقان وإحسان، والاسم منه الجودة وهي ضد الرداءة.
والمراد به في اصطلاح القراء : الأداء الجيد لحروف القرآن الكريم وكلماته مع بيان ووضوح، وإعطاء كل حرف حقه، ورده إلى مخرجه، ومراعاة الصورة الملائمة في نطقه مع مجاوره، وإعراب ألفاظه، ومراعاة الحدود بمقاديرها الزمنية المناسبة. كل ذلك من غير إسراف ولا تعسف، وبدون إفراط أو تكلف.
والتجويد حلية التلاوة وزينة القراءة، وقد حرص عليه الأسلاف.
وقد أعطي عبد الله بن مسعود حظًّا عظيمًا في تجويد القرآن وترتيله، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب سماع القرآن منه، وكانت تبكيه قراءته أحيانًا، حتى قال عليه الصلاة والسلام :"مَنْ أَحَبَّ أنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ" يعني عبد الله بن مسعود.
كما روى ابن الجزري بسند صحيح عن أبي عثمان النهدي قال صلى بنا ابن مسعود المغرب بـ :﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ ووالله لوددت أن قرأ بسورة البقرة من صوته وترتيله١.
يقول ابن الجزري : وهذه سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن مجودًا، مصححًا، كما أنزل، تلتذ الأسماع بتلاوته، وتخشع القلوب عند قراءته، حتى يكاد يسلب العقول، ويأخذ بالألباب، سر من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه. ولقد أدركنا من شيوخنا من لم يكن
________
١ النشر ج٢ ص٣٠١.
١١٤ | ٣٢٠