والمعاد أي عود الجسم بعد الاعدام بأجزائه وعوارضه كما كان حق قال الله تعالى ) وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ( ) وإذا الوحوش حشرت ( ) وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ( ) كما بدأنا أول خلق نعيده (
وإن الحوض حق قال القرطبي وهما حوضان الأول قبل الصراط وقبل الميزان على الأصح فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم فيردونه قبل الميزان والصراط والثاني في الجنة وكلاهما يسمى كوثرا
روى مسلم عن أنس قال بينما رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ ذات يوم بين أظهرنا إذا أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ ) إنا أعطيناك الكوثر ( ثم قال أتدرون ما الكوثر قلنا الله ورسوله أعلم قال فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي فيقال ما تدري ما أحدث بعدك
وفي الصحيح حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من الورق وريحه أبيض من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا وفي رواية لمسلم يشخب فيه ميزابان من الجنة وفي لفظ لغيره يغث فيه ميزابان من الكوثر وروى ابن ماجة حديث الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب مجراه على الدر والياقوت ترتبته أطيب من المسك وأشد بياضا من الثلج
الصراط
وإن الصراط وهو كما في حديث مسلم جسر ممدود على ظهر جهنم أدق من الشعر وأحد من السيف حق ففي الصحيح يضرب الصراط بين ظهري جهنم ويمر المؤمنون عليه فأولهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وأشد الرجال حتى يجيء الرجل ولا يستطيع يسير إلا زحفا وفي حافيته كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت بأخده فمخدوش ناج ومكدوس في النار