وقد استدركت عليه من الأنواع ضعف ما ذكره وتتبعت أشياء متعلقة بالأنواع التي ذكرها مما أهمله وأودعتها كتابا سميته التحبير في علم التفسير وصدرته بمقدمة فيها حدود مهمة ونقلت فيها حدود كثيرة للتفسير ليس هذا موضع بسطها فكان ابتداء استنباط هذا العلم من البلقيني وتمامه على يدي
وهكذا كل مستنبط يكون قليلا ثم يكثر وصغيرا ثم يكبر وينحصر في مقدمة وخمسة وخمسين نوعا بحسب ما ذكر هنا وأنواعه في التحبير مائة نوع ونوعان المقدمة في حدود لطيفة
القرآن حده الكلام المنزل على محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ للإعجاز بسورة منه فخرج بالمنزل على محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ التوراة والإنجيل وسائر الكتب وبالإعجاز الأحاديث الربانية كحديث الصحيحين انا عند ظن عبدي بي وغيره والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل القرآن لغيره أيضا لانه المحتاج إليه في التمييز
وقولنا بسورة هو بيان لأقل ما وقع به الإعجاز وهو قدر أقصر سورة كالكوثر أو ثلاث آيات من غيرها بخلاف ما دونها وزاد بعض المتأخرين في الحد المتعبد بتلاوته ليخرج منسوخ التلاوة والسورة الطائفة من القرآن المترجمة أي المسماة باسم خاص توقيفا أي بتوقيف من النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ ذكر هذا الحد شيخنا العلامة الكافيجي في تصيف له وليس بصاف عن الإشكال فقد سمى كثير من الصحابة والتابعين سورا باسماء من عندهم كما سمى حذيفة التوبة بالفاضحة وسورة العذاب وسمى سفيان بن عيينة الفاتحة بالواقية وسماها حي بن كثير كافيه وسماها آخر الكنز وغير ذلك مما بسطناه في التحبير في النوع الخامس والتسعين
وقال بعضهم السورة قطعة لها أول وآخر ولا يخلو من نظر لصدقة على الآية وعلى القصة ثم ظهر لي رجحان الحد الأول ويكون المراد بالتوقيفي الاسم الذي تذكر به وتشتهر
وأقلها ثلاث آيات كالكوثر على عدم عد البسملة آية إما على عدم كونها