إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها ولذلك كان الأصح عندنا تحريم التداوي بها وقال السبكي في قوله تعالى ) يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ( كان ذلك قبل التحريم فلما حرمت سلبت المنافع
وكل مصح أو ممرض فبقدر الله تعالى يفعله عنده أو به خلاف بين أهل السنة ورجح الغزالي والسبكي الثاني وروى الترمذي وابن ماجة حديث
سأل رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ أرأيت أدوية نتداوى بها ورقي نسترقي بها هل ترد من قدر الله تعالى شيئا قال هي من قدر الله تعالى
خاتمة
قال ابن جماعة ينبغي أن يكون الطبيب صدوقا عدلا صاحب ذكاء وحذق ومهارة وصبر ونصيحة ومعلم الطب ينبغي أن يكون كذلك بعد استكماله في صناعة الطب والمتعلم بها ينبغي أن يكون خبيرا ذكيا انتهى ويجوز أن يطبب الرجل المرأة وبالعكس بشرط فقد الجنس وحضور محرم أو نحوه ويسن التداوي فإن تركه توكلا ففضيلة وإطعام المريض ما يشتهيه ويكره الدعاء
بالضر وتمني الموت لأجله وله تعالى إيلام الأطفال والدواب لأنهم ملكه يتصرف فيهم كيف يشاء وليس يصيب المؤمن من وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر بها من خطاياه أو رفع بها درجات كما صح بذلك الحديث
علم التصوف
حده كما قال الغزالي رحمه الله تجريد القلب لله تعالى واحتقار ما سواه ولذلك سمي به أخذا من الصفاء لتصفيته للقلوب كما قيل
وليس يشهر بالصوفي غير فني
صافي فصوفي حتى سمي الصوفي
وحددته دون علمه بخلاف العلوم السابقة لأن صاحبه أحوج إلى حده منه إلى حد علمه لعدم اعتنائه بذلك الذي هو شأن المدققين في الظواهر إذا عرفت المقصود من التصوف فراقب الله تعالى في جميع حالاتك أي اتقه بحيث إنك تراقبه أي تنظر إليه فإنك أن لم تكن تراه فإنه يراك وذلك بأن تبدأ بفعل الفرائض التي افترضها عليك وترك المحرمات عليك كبيرها وصغيرها ثم بفعل النوافل وترك المكروهات ففي التحديث عن الله تعالى


الصفحة التالية
Icon