فَنُّ التَّوجيهِ عند المفسِّرين
(الجزء الأوَّل)
( د. عبد السلام بن مقبل المجيدي (١)
مُقَدِّمَة:
الحمد لله رب العالمين، عدد ما ذكره الذَّاكرون، وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون، وصلَّى الله وسلَّم على الحبيب المصطفى، والشَّفيع المرتجى، والخليل المجتبى، وعلى آله وصحبه، صلاة وسلاماً يجعلني ربي بهما من أقرب أوليائه يوم القيامة. وبعد، ،،
فقد نشأ علم أصول التَّفسير ليكون المدخل لكيفية عمل المفسِّر في بيان التَّفسير الصحيح المبيِّن لمراد الله تعالى، أو التَّفسير الأقرب لبيان مراد الله تعالى.
وإذا كان التَّفسير علماً باحثاً عن معنى نظم القرآن بحسب الطَّاقة البشرية وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية (٢) ؛ فإنَّ علم أصول التَّفسير يبيِّن الضوابط والقواعد التي تساعد المفسِّر على بلوغ تلك الغاية، كما يهيئ أصولاً تعصم من الخطأ في تفسير الكلام المعجز بقدر الوسع الإنساني.
ومن هذه الأصول الضابطة لعمل المفسِّر، والمبيِّنة ـ في الوقت ذاته ـ لاصطلاحات المفسِّرين: أصل التوجيه التَّفسيري، الذي أدَّى إلى فنٍ مستقل جديرٍ بالبحث، هو (فن التوجيه)؛ فقد عُرِف هذا المصطلح عند المفسِّرين، واستعملوه.
وهذه كلماتٌ في بيان تعريفه، وقانونه، وأقسامه، ومظاهره، واستعماله عند المفسِّرين.
وحتى تتحقَّق غاية الاستيعاب لبيان (فن التوجيه) عند المفسِّرين؛ فقد انقسم البحث إلى الفصول التالية:
الفصل الأول: المقدمات التعريفيّة.
الفصل الثاني: أسس في فن التوجيه.
الفصل الثالث: أنواع المسائل التي تحتاج إلى التوجيه.
الفصل الرابع: ظهور ما يوهم التناقض (التعارض) بين الآيتين.

(١) (() أستاذ مساعد بقسم القراءات والتَّفسير وعلوم القرآن بكلية التربية ـ جامعة ذمار (اليمن).
(٢) حاجي خليفة؛ مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي (ت ١٠٦٧هـ): كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٣هـ، ١٩٩٢م، ١/٤٢٧.


الصفحة التالية
Icon