كتاب :
المباني لنظم المعاني
لم يَعُدْ مجهول المؤلِّف
إعداد
د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي
الأستاذ المساعد بقسم القراءات
في كلية المعلمين بالمدينة المنورة
١٤٢٦هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمةالحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي المكرم، ورضي الله عن صحابته ومن تبعهم بإحسان، ، ، وبعد:
تعتبر معرفة اسم المؤلِّف -أيِّ مؤلِّفٍ- لأي كتابٍ من الكتب من أهمّ الأسباب الداعية إلى الوثوق بمادّته العلميّة وما فيها من تحقيقٍ وتجديدٍ إن وُجد.
وعكس ذلك أيضاً كذلك، فإنَّ الكتاب -أيَّ كتابٍ- إذا كان ((مجهول المؤلِّف)) فإنَّه يفقد كثيراً من الوثوق بمعلوماته حتّى وإن كانت ذات خَطَر وجدّية.
والمطالع لفهارس المخطوطات، وبعض المطبوعات يجد كثيراً منها مصنَّفاً تحت عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) أو ((لا يعرف مؤلِّفه)) أو ((مؤلِّفه مجهول)) أو غيرها من العبارات، مع أنَّ ما تحتويه هذه الكتب ((مجهولة المؤلِّف)) قد يفوق في أحايين كثيرةٍ، في جدّة أبحاثه وموضوعاته العلميّة كثيراً من الكتب ((المعروفة المؤلِّف)).
وإنَّ من هذه الكتب ((المجهولة المؤلِّف)) والتي حوت مادّةً علميةً قويةً محبوكة التصنيف، رصينة التأليف، وضمّت أبحاثاً جليلة الفوائد، شريفة المقاصد، الكتاب المعنون بـ:
((كتاب المباني لنظم المعاني))
وهو المطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية رحمهما الله في مجلّدٍ واحدٍ تحت عنوان:
((مقدمتان في علوم القرآن))
ولقد عرفت هذا الكتاب منذ الزمن الذي كنت فيه طالباً في السنة المنهجية لمرحلة الماجستير سنة: ١٤٠٧-١٤٠٨هـ؛ إذ كنت دائم الرجوع إليه خاصةً فيما أكتبه بياناً لتوجيه بعض القراءات التي أنكرها بعض الناس من النحويِّين وغيرهم.
وكنت دائماً ما أستثقل عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) عندما أريد توثيق المعلومات من هذا الكتاب، وحتى عندما أقرؤها لغيري من الباحثين؛ ممّا أثار عندي سؤالاً وهو: