كتاب
بغية المرتاد لتصحيح الضاد
تأليف
علي بن قاسم المقدسي الحنفي
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
١٤٣٠هـ / ٢٠٠٩م
بسم الله ارحمن الرحيم
الحمد لله الذي وفّق للنطق الفصيح مّنْ أراد، ووقف عن الحق الصريح من لزم العِناد، والصلاة على سيدنا محمد أفصح مَنْ نطق بالضاد، وعلى آله وأصحابه المنقادين للصواب خير انقياد، ورضي الله تعالى عن العلماء الأمجاد، خصوصا الذين اجتهدوا لنفع العباد، ودوّنوا لهم ما أنْ نظروه بعين التأمّل والانتقاد، بلَّغهم غاية البغية والمراد، وبعد..
فيقول المفتقر إلى الغني الجواد، علي بن قاسم المقدسي الحنفي الاعتقاد : لمَّا رأيت بمحروسة القاهرة التي هي زين البلاد كثيرا من أفاضل الناس فضلاً عن الأوغاد، يخرجون عن مقتضى العقل والنقل في النطق بالضاد، وينكرون على مَنْ وافقهما ؛ لأن مخالفتهما بينهم أمر معتاد، ويرمون أن نتّبعهم من غير أصل لهم إليه استناد، سوى التوارث عن الآباء والأجداد، من غير رعاية لتمهيد الأصول، ولا هداية لتسديد الفصول، ولا تبصرة لما فيه إرشاد، ثم شاع الإنكار منهم علينا في كل ناد، بين كل حاضر وباد، فأردت مع طلب جمع من الإخوان، وإشارة من / بعض الأعيان، أن أزيل الغبن من ٢ب عين الرشاد، وأفيض من الدلائل العقلية والنقلية ما يروي كل صاد، فشرعت فيه معترفا بقصر الباع وقلَّة الزاد، مع التوكل على الله والاعتماد، سائلا من فضله النفع به في المعاد، وسميته بغية المرتاد لتصحيح الضاد.