قرأ عاصم وحمزة من طريقة حفص والكسائي ﴿ لِلْكُتُبِ ﴾ وقرأ الباقون ﴿ لِلْكتَبِ ﴾.
ويختلف حكم (اللام) في قوله :(للكتاب) و(للكتب) بقدر اختلاف العلماء في معنى (السجل) :
فعلى مذهب من جعل (السجل) ملكاً وكاتباً فـ (اللام) يتعلق لنفس (طي) ؛ لأن الكتب مفعولة في المعنى، وذلك أن التقدير : كما يطوي السجل الكتاب أو الكتب، وهذا القول : كضرب زيد لعمرو وأما على مذهب من جعل (السجل) الصحيفة فتحتمل (اللام) وجهين :
أحدهما : أن يكون الكتاب بمعنى الكتابة، والنقدير : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتابة التي فبه، أي : من أجلها ؛ ليصونها الطي، وهذا كما تقول : فعلت ذلك لعيون الناس، أي : من أجل عيون الناس.
والثاني : أن تعلقها بـ :﴿ نَطْوِي ﴾ فيكون التقدير : يوم نطوي السماء للكتاب السابق بأنها تطوى كطي السجل، أي : كطي الصحيفة على ما فيها.
﴿ ومن سورة الحج ﴾
قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج : ١].
الزلزلة : شدة حركة الأرض، وزعم بعضهم : أن الأصل في (زلزل) : زل، فضوعف للمبالغة، وأهل البصرة يمنعون من ذلك يقولون (زل) ثلاثي، و(زلزل) رباعي، وإن اتفق بعض الحروف في الكلمتين ؛ لأنه لا يمتنع مثل هذا، ألا ترى أنهم يقولونه : دمث ودمثر، وسبط وسٍ بطرٌ، وليس أحدهما مأخوذاً من الآخر، وإن كان معناها واحداً ؛ لأن الزاي ليست من حروف الزيادة.
والساعة : كناية عن القيامة. والعظيم : نقيض الحقير.