﴿ ومن سورة النور ﴾
قوله تعالى :﴿ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور : ١].
في (السورة) للعلماء أقوال :
أحدها : أنها مأخوذة من سور البناء، وهي ارتفاعه، وقيل : هو ساف من أسوافه، فعلى القول الأول تكون تسميتها بذلك لارتفاعها في النفوس، وعلى القول الثاني تكون تسميتها بذلك لأنها قطعة من القرآن.
وقيل : السورة الشرف والجلالة، قال النابغة.
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهم كوكب
وقيل : أصلها الهمزة واشتقاقها من (أسأرت) إذا أبقيت في الإناء بقية، ومنه الحديث :(إذا شربتم فأسئروا)، إلا أنه اجتمع على تخفيفها كما اجتمع على تخفيف (برية) و(روية) وهما من : برأ الله الخلق وروأت في الأمر.
وأصل الفرض : الحز، ثم اتسع فيه فجعل في موضع الإيجاب.
والرأفة : التحنن والتعطف، يقال : رأفة ورآفة.
والطائفة هاهنا : رجلان فصاعداً، وهو قول عكرمة، وقيل : ثلاثة فصاعداً، وهو قول قتادة والزهري، وقيل : أقله أربعة، وهو قول ابن زيد.
واختلف في قوله :﴿ فَرَضْنَاهَا ﴾ :