أقبل سيل جاء من أمر الله
يحرد حرد الجنة المغلة
في كل شهرٍ دائمٍ الأهلة
وقيل :﴿ عَلَى حَرْدٍ ﴾ على جد من أمرهم، وهو قول مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد، وقال الحسن : على جهد من الفاقة، وقال سفيان : على حنق، قال الأشهب بن رميلة :
أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على حردٍ دماء الأساود
وقيل :﴿ عَلَى حَرْدٍ ﴾ على غضب.
قال : قلما جاءوا إليها ليصرموها لم يروا شيئاً إلا سواداً، فقالوا : إنا لضالون ما هذا بمالنا الذي نعرف، لي : ضللنا عن جنتنا، وقيل : ضالون عن طريق الرشاد في إدراك جنتنا قال قتادة : أخطانا الطريق، وقيل : ضالون عن الحق في أمرنا، ولذلك عوقبنا بذهاب ثمرتنا، ثم قال بعضهم : هو مالنا، وحرمنا بما ضنعنا بالأرامل والمساكين، ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ [القلم : ٢٨]، أي : أعدلهم طريقة، وكانوا قد أقسموا ليصرمنها في أول الصباح، ولم يقولوا (إن شاء الله) فقال لهم أوسطهم، وهو أخ لهم : أم أقل لكم لولا تسبحون، أي : تستثنون، والتسبيح هاهنا : الاستثناء، وهو أن يقول :(إن شاء الله).
وموضع (الكاف) نصب ؛ لأنها نعت لمصدر محذوف، والتقدير : إنا بلوناهم بلاء كما بلونا أصحاب الجنة.
﴿ ومن سورة الحاقة ﴾
قوله تعالى :﴿ الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴾ [الحاقة : ١-٥].