معاني القرآن، ج ١، ص : ٣
سورة الفاتحة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى : الْحَمْدُ لِلَّهِ... (٢)
اجتمع القرّاء على رفع «الْحَمْدُ». وأمّا أهل البدو فمنهم من يقول :«الْحَمْدُ لِلَّهِ».
ومنهم من يقول :«الْحَمْدُ لِلَّهِ». ومنهم من يقول :«الْحَمْدُ لِلَّهِ» فيرفع الدال واللام.
فأما من نصب فإنه يقول :«الْحَمْدُ» ليس باسم إنما هو مصدر يجوز لقائله أن يقول : أحمد اللّه، فإذا صلح مكان المصدر (فعل أو يفعل) «١» جاز فيه النصب من ذلك قول اللّه تبارك وتعالى :«فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ» «٢» يصلح مكانها فى مثله من الكلام أن يقول : فاضربوا الرقاب. ومن ذلك قوله :
«مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ» «٣» يصلح أن تقول فى مثله من الكلام : نعوذ باللّه. ومنه قول العرب : سقيا لك، ورعيا لك يجوز مكانه :
سقاك اللّه، ورعاك اللّه.
وأما من خفض الدال من «الْحَمْدُ» فإنه قال : هذه كلمة «٤» كثرت على ألسن العرب حتى صارت كالاسم الواحد فثقل عليهم أن يجتمع فى اسم واحد من كلامهم ضمّة بعدها كسرة، أو كسرة بعدها ضمّة، ووجدوا الكسرتين قد تجتمعان فى الاسم الواحد مثل إبل فكسروا الدال ليكون على المثال من أسمائهم.
(١) يريد الماضي أو المضارع، والأمر عند الكوفيين قطعة من المضارع.
(٢) آية ٤ سورة محمد.
(٣) آية ٧٩ سورة يوسف.
(٤) يريد جملة الحمدلة. وإطلاق الكلمة على الجملة مجاز.


الصفحة التالية
Icon