معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣
[الجزء الثاني ]

بسم اللّه الرحمن الرحيم

ومن سورة هود
قوله : الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ [١].
رفعت الكتاب بالهجاء الذي قبله، كأنك قلت : حروف الهجاء هذا القرآن. وإن شئت أضمرت له ما يرفعه كأنك قلت : الر هذا الكتاب.
وقوله (ثُمَّ فُصِّلَتْ) بالحلال والحرام. والأمر والنهى. لذلك جاء قوله (أَلَّا تَعْبُدُوا) [٢]
ثم قال (وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) [٣].
أي فصّلت آياته ألّا تعبدوا وأن استغفروا. فأن فى موضع نصب بإلقائك الخافض «١».
وقوله : أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ [٥].
نزلت فى بعض من كان يلقى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم بما يحبّ، وينطوى له على العداوة والبغض. فذلك الثنى هو الإخفاء. وقال اللّه تبارك وتعالى ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم اللّه ما يخفون من عداوة محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم.
(حدّثنا محمد قال) «٢» حدّثنا الفرّاء قال : وحدّثنى الثقة عبد اللّه بن المبارك عن ابن جريج «٣» عن رجل أظنّه عطاء عن ابن عبّاس أنه قرأ (تثنونى صدورهم) وهو فى العربيّة بمنزلة تنثنى كما قال عنترة :
(١) وهو الباء والأصل : بألا تعبدوا.. وأن استغفروا. وانظر الطبري.
(٢) سقط ما بين القوسين فى ا. ومحمد هو ابن الجهم راوى الكتاب.
(٣) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي توفى سنة ١٤٩ ه. وانظر غاية النهاية تحت رقم ١٩٥٩.


الصفحة التالية
Icon