معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣١
بقول : اتّبعوا فى دنياهم ما عوّدوا من النعيم وإيثار اللذّات على أمر الآخرة. ويقال : اتّبعوا ذنوبهم وأعمالهم السّيّئة إلى النار.
وقوله : وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ [١١٧].
يقول : لم يكن ليهلكهم وهم مصلحون فيكون ذلك ظلما. ويقال : لم يكن ليهلكهم وهم يتعاطون الحقّ فيما بينهم وإن كانوا مشركين والظلم الشرك.
وقوله : وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ [١١٨] إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [١١٩] يقول :(لا يَزالُونَ) يعنى أهل الباطل (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) أهل الحقّ (وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ) يقول : للشقاء وللسعادة. ويقال :
(وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) : للاختلاف والرحمة.
وقوله : وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ [١١٩] : صار قوله عزّ وجلّ (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) يمينا كما تقول : حلفى لأضربنّك، وبدا لى لأضربنّك. وكلّ فعل كان تأويله كتأويل بلغني، وقيل لى، وانتهى إلىّ، فإن اللام وأن تصلحان فيه. فتقول : قد بدا لى لأضربنّك، وبد الى أن أضربك. فلو كان : وتمّت كلمة ربك أن يملأ جهنم كان صوابا وكذلك (ثُمَّ بَدا لَهُمْ «١» مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ) ولو كان أن يسجنوه كان صوابا.
وقال :(وَ جاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ [١٢٠]) فى «٢» هذه السورة.
ومن سورة يوسف
قول اللّه عزّ وجلّ : بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ [٣]

(١) الآية ٣٥ سورة يوسف
(٢) يذكر وجه تأنيث اسم الإشارة وأن المراد السورة


الصفحة التالية
Icon