معاني القرآن، ج ٣، ص : ١١
و فى حرف «١» عبد اللّه «و منكم من يكون شيوخا» فوحّد فعل من، ثم رجع إلى الشيوخ فنوى بمن الجمع، ولو قال : شيخا لتوحيد من فى اللفظ كان صوابا.
وقوله : إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ (٧١).
[ترفع السلاسل والأغلال، ولو نصبت السلاسل وقلت «٢» : يسحبون «٣»، تريد «٤»] يسحبون سلاسلهم فى جهنم.
وذكر الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أنه قال :[وهم ] «٥» فى السلاسل يسحبون، فلا يجوز خفض «٦» السلاسل، والخافض مضمر ولكن لو أنّ متوهما قال : إنما المعنى إذ أعناقهم فى الأغلال وفى السلاسل يسحبون جاز الخفض فى السلاسل على هذا المذهب، ومثله مما ردّ إلى المعنى قول الشاعر :
قد سالم الحيات منه القدما الأفعوان والشّجاع الشجعما «٧»
فنصب الشجاع، والحيات قبل ذلك مرفوعة لأنّ المعنى : قد سالمت رجله الحيات وسالمتها، فلما احتاج إلى نصب القافية جعل الفعل من القدم واقعا على الحيات.
[١٦٤/ ب ]
ومن سورة السجدة
قوله عز وجل : كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا (٣).
تنصب [قرآنا] «٨» على الفعل، أي : فصلت آياته كذلك، ويكون نصبا على القطع لأن الكلام

(١) فى ب : وفى قراءة.
(٢) فى ب : فقلت.
(٣) أي : لكان صوابا، وانظر فى الاحتجاج لهذه القراءة المحتسب ٢/ ٢٤٤.
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط فى كل من ب، ح، ش.
(٥) سقط فى ش.
(٦) سقط فى ش لفظ خفض.
(٧) هو من أرجوزة لأبى حيان الفقعسي، وقيل : لمساور بن هند العبسي. وبه جزم الترمذي والبطليوسي، وقيل : للعجاج... (شرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٣)، وانظر تفسير الطبري ٢٤/ ٥٠، واللسان مادة شجع :
(٨) زيادة من ح، ش.


الصفحة التالية
Icon