معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٧
و قوله : ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ، وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً (٥٢).
يعنى التنزيل، وقال بعضهم : أراد القرآن والإيمان، وجاز أن يقول «١» : جعلناه لاثنين لأن الفعل فى كثرة أسمائه يضبطه الفعل، ألا ترى أنك تقول : إقبالك وإدبارك يغمنى، وهما اثنان فهذا من ذلك.
ومن سورة الزخرف
قوله عز وجل : أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ (٥).
قرأ الأعمش :«إن كنتم» بالكسر، وقرأ عاصم والحسن «٢» :«ان كنتم» بفتح (أن) [١٦٩/ ١]، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا، وأنت تقول فى الكلام : أأسبّك إن حرمتنى؟ تريد إذ حرمتنى، وتكسر إذا أردت أأسبك إن حرمتنى «٣»، ومثله :«وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ» «٤» تكسر (إن) وتفتح «٥».
ومثله :«فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ» «٦» «إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا» «٧»، و«إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا» «٨»، والعرب تنشد قول الفرزدق.
أ تجزع إن أذنا قتيبة حزتا جهارا، ولم تجزع لقتل ابن خازم؟ «٩»
(٢) اختلف فى «ان كنتم» فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنها شرطية، وإن كان إسرافهم محققا على سبيل المجاز، وجوابه مقدر يفسره : أفتضرب أي إن أسرفت نترككم. وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالفتح على العلة مفعولا لأجله أي : لأن كنتم (الاتحاف ٣٨٤).
(٣) فى ب إن تحرمنى.
(٤) سورة المائدة آية ٢.
(٥) ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة على أنها شرطية، والباقون بالفتح على أنها علة للشنآن (الاتحاف ١٩٨).
(٦) الكهف الآية ٦.
(٧) سقط فى ح : إن لم يؤمنوا.
(٨) فى ش : ولم يؤمنوا.
(٩) انظر الخزانة ٣/ ٦٥٥ وفى شرح شواهد المغني ١/ ٨٦. تغضب بدل تجزع فى الشطرين.