معاني القرآن، ج ٣، ص : ١١٢
ومن سورة الرحمن
قوله عز وجل : بِحُسْبانٍ (٥). حساب ومنازل [١٨٨/ ب ] للشمس والقمر لا يعدوانها.
وقوله : وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ «١» (٦). النجم : ما نجم مثل : العشب، والبقل وشبهه. والشجر : ما قام على ساق. ثم قال : يسجدان، وسجودهما : أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت، ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء، والعرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس مثل : السدر، والنخل جعلوا فعلهما واحدا، فيقولون : الشاء والنعم قد أقبل، والنخل والسدر قد ارتوى، فهذا أكثر كلامهم، وتثنيته جائزة.
قال الكسائي : سمعت العرب تقول : مرت بنا غنمان سودان «٢» وسود.
قال الفراء : وسود أجود من سودان لأنه نعت تأتى على الاثنين، فإذا «٣» كان أحد الاثنين مؤنثا مثل : الشاء والإبل قالوا : الشاء والإبل مقبلة لأن الشاء ذكر، والإبل أنثى، ولو قلت :
مقبلان لجاز، ولو قلت : مقبلتان تذهب إلى تأنيث الشاء مع تأنيث الإبل كان صوابا، إلا أن التوحيد أكثر وأجود.
فإذا قلت : هؤلاء قومك وإبلهم قد أقبلوا ذهبت بالفعل إلى الناس خاصة لأن الفعل لهم، وهم الذين يقبلون بالإبل، ولو أردت إقبال هؤلاء وهؤلاء لجاز - قد أقبلوا لأن الناس إذا خالطهم شىء من البهائم، صار فعلهم كفعل الناس كما قال :
«وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ» «٤» فصارت الناقة بمنزلة الناس.
(٢) فى ح :«سوان «تحريف.
(٣) فى (ا) : إذا.
(٤) سورة القمر الآية : ٢٨.