معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٦٩
و قوله : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا (١٠).
هذا مثل أريد به عائشة، وحفصة فضرب لهما المثل، فقال : لم ينفع امرأة نوح وامرأة لوط إيمان زوجيهما، ولم يضر «١» زوجيهما نفاقهما، فكذلك لا ينفعكما نبوّة النبي - صلى اللّه عليه - لو لم تؤمنا، ولا يضره ذنوبكما، ثم قال :«وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ» فأمرهما أن تكونا «٢» : كآسية، وكمريم ابنة عمران «٣» التي أحصنت فرجها. والفرج هاهنا :
جيب درعها، وذكر : أن جبريل - صلى اللّه عليه وسلم - نفخ فى جيبها، وكل ما كان فى الدرع من خرق أو غيره يقع عليه اسم الفرج. قال اللّه تعالى :«وَ ما لَها مِنْ فُرُوجٍ» «٤» يعنى السماء من فطور ولا صدوع.
ومن سورة الملك
قوله عز وجل : لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (٢) لم يوقع البلوى على أىّ لأن فيما بين [أي، وبين البلوى ] «٥» إضمار فعل، كما تقول فى الكلام : بلوتكم لأنظر أيّكم أطوع، فكذلك، فأعمل فيما تراه قبل، أي مما يحسن فيه إضمار النظر فى [قولك : اعلم أيّهم ذهب ] «٦» [٢٠٢/ ا] وشبهه، وكذلك قوله :«سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ» «٧» يريد «٨» : سلهم ثم انظر أيهم يكفل بذلك، وقد يصلح مكان النظر القول فى قولك : اعلم أيهم ذهب «٩» لأنه يأتيهم فيقول. أيكم ذهب؟ فهذا شأن هذا الباب، وقد «١٠» فسر فى غير
(٢) كذا فى ش، وفى غيرها يكونا، تحريف.
(٣) فى ش : بنت.
(٤) سورة ق الآية ٦، وفى ش : وما لنا، تحريف. [.....]
(٥) فى ح، ش : بين البلوى، وبين أي.
(٦) سقط فى ب، ح، ش.
(٧) سورة القلم الآية ٤٠.
(٨) زيادة من ح، ش.
(٩) فى ح : ذنب، تحريف.
(١٠) سقط فى ح،