معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٧٩
و قوله : وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ (٥١).
قرأها عاصم والأعمش :(ليزلقونك) بضم الياء، من أزلقت، وقرأها أهل المدينة :
(ليزلقونك) بفتح الياء من زلقت، والعرب تقول للذى يحلق الرأس : قد زلقه وأزلقه. وقرأها ابن عباس :«ليزهقونك بأبصارهم «١»» [حدثنا محمد «٣» قال : سمعت الفراء قال ] «٢» : حدثنا بذلك سفيان بن عيينة عن رجل عن ابن عباس، وهى فى قراءة عبد اللّه «٤» بن مسعود كذلك بالهاء :
«ليزهقونك»، أي : ليلقونك بأبصارهم وذلك أن العرب كان أحدهم إذا أراد أن يعتان المال، أي : يصيبه بالعين تجوّع ثلاثا، ثم يتعرض لذلك المال «٥» فيقول : تاللّه «٦» مالا أكثر ولا أحسن [يعنى ما رأيت أكثر «٧»] فتسقط منه «٨» الأباعر، فأرادوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم مثل ذلك فقالوا : ما رأينا مثل حججه، ونظروا إليه ليعينوه، فقالوا : ما رأينا مثله، وإنه لمجنون، فقال اللّه عز وجل :«وَ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ» (٥٢). ويقال :(وإن كادوا ليزلقونك) أي : ليرمون بك عن موضعك، ويزيلونك عنه بأبصارهم، كما تقول : كاد يصرعنى بشدة نظره، وهو بيّن من كلام العرب كثير، كما تقول : أزهقت السهم فزهق.
ومن سورة الحاقة
قوله عز وجل : الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢).
والحاقة [٢٠٤/ ب ] : القيامة، سميت بذلك لأن فيها الثواب والجزاء، والعرب تقول : لما عرفت الحقة منى هربت، والحاقة. وهما فى معنى واحد.

(١) وهى قراءة الأعمش وأبى وائل ومجاهد (تفسير القرطبي ١٨/ ٢٥٥).
(٢) سقط فى ش.
(٣) زيادة من ب. [.....]
(٤، ٥) سقط فى ح، ش.
(٦) العبارة مضطربة فى النسخ، ويبدو أن فيها سقطا. والأصل : تاللّه لم أر كاليوم مالا... وانظر الكشاف :
٢ : ٤٨٤.
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
(٨) فى ب به.


الصفحة التالية
Icon