معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٥٢
عن عمرو عن ابن عباس أنه قرأ :«لَتَرْكَبُنَّ» «١» وفسر : لتصيرن الأمور حالا بعد حال للشدة.
والعرب تقول : وقع فى بنات طبق، إذا وقع فى الأمر الشديد «٢»، فقد قرأ هؤلاء :«لَتَرْكَبُنَّ» واختلفوا فى التفسير. وقرأ أهل المدينة وكثير من الناس :«لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً» يعنى : الناس عامة! والتفسير : الشدة «٣» وقال بعضهم فى الأول : لتركبن أنت يا محمد سماء بعد سماء، وقرئت :
«ليركبنّ طبقا عن طبق» ومعانيهما معروفة، «لَتَرْكَبُنَّ»، كأنه خاطبهم، «و ليركبنّ» «٤» أخبر عنهم.
وقوله عز وجل : بِما يُوعُونَ (٢٣).
الإيعاء : ، ما يجمعون فى صدورهم من التكذيب والإثم. والوعى لو «٥» قيل : واللّه أعلم بما يوعون [١٣٣/ ب ] لكان صوابا، ولكنه لا يستقيم فى القراءة.
ومن سورة البروج
قوله عز وجل : وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١).
اختلفوا فى البروج، فقالوا : هى النجوم، وقالوا : هى البروج التي تجرى فيها الشمس والكواكب المعروفة : اثنا عشر برجا، وقالوا : هى قصور فى السماء، واللّه أعلم بصواب ذلك.
وقوله جل وعز : وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢).
ذكروا أنه القيامة، «وَ شاهِدٍ» (٣) يوم الجمعة، «وَ مَشْهُودٍ» (٣) يوم عرفة، ويقال : الشاهد أيضا يوم القيامة، فكأنه قال : واليوم الموعود والشاهد، فيجعل «٦» الشاهد من صلة الموعود، يتبعه فى خفضه.

(١) «لتركبن»، وهى قراءة أبى عمرو، وأبى العالية، ومسروق، وأبى وائل، ومجاهد، والنخعي، والشعبي، وابن كثير، وحمزة، والكسائي (تفسير القرطبي : ١٩/ ٢٧٨)
(٢) بنات طبق : الدواهي، ويقال للداهية : إحدى بنات طبق، ويقال للدواهى : بنات طبق، ويروى : أن أصلها الحية، أي : أنها استدارت حتى صارت مثل الطبق.
(٣) فى ش : الشديد، تحريف.
(٤) التصحيح من ش، وفى ب : وليركبو.
(٥) فى ش : ولو، تحريف. [.....]
(٦) فى ش : فتجعل.


الصفحة التالية
Icon