معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٨٠
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدى والأرجل، والناقة قد تزبن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائي : بأخرة واحد الزبانية زبنىّ «١» وكان قبل ذلك يقول : لم أسمع لها بواحد، ولست أدرى أقياسا منه أو سماعا. وفى قراءة عبد اللّه :«كلّا لئن لّم ينته لأسفعا بالنّاصية»، وفيها :«فليدع إلىّ ناديه فسأدعو الزّبانية».
ومن سورة القدر
قوله عز وجل : وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢).
كل ما كان فى القرآن من قوله :«وَ ما أَدْراكَ» فقد أدراه، وما كان من قوله :
«وَ ما يُدْرِيكَ» فلم يدره.
وقوله عزّ وجلّ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣).
[١٤٤/ ب ] يقول : العمل فى ليلة القدر خير من العمل فى ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وليلة - القدر - فيما ذكر حبّان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس فى كل شهر رمضان.
وقوله عز وجل : تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها (٤) يقال : إن جبريل صلّى اللّه عليه وسلّم ينزل ومعه الملائكة، فلا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلّموا عليه، [حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد «٢»] قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أنه كان يقرأ :«من كلّ امرى (٤) سلام»، (٥) فهذا موافق لتفسير الكلبي، ولم يقرأ به أحد غير ابن عباس «٣».
وقول العوام : انقطع الكلام عند قوله :«مِنْ كُلِّ أَمْرٍ»، ثم استأنف فقال :«سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» و(المطلع) كسره يحيى بن وثاب وحده «٤»، وقرأه العوام بفتح اللام (مطلع).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(٣) هى أيضا قراءة عكرمة والكلبي (المحتسب ٢/ ٣٦٨).
(٤) قرأ به أيضا أبو رجاء والأعمش وابن وثاب وطلحة وابن محيصن والكسائي وأبو عمرو بخلاف عنه. فقيل :
هما مصدران فى لغة بنى تميم، وقيل : المصدر بالفتح، وموضع الطلوع بالكسر عند أهل الحجاز (البحر المحيط ٨/ ٤٩٧).